بعد أكثر من عقد على إطلاقه، لا يزال جهاز بلايستيشن 4 (PS4) صامدًا في وجه الزمن، محتفظًا بجمهور وفيّ ومكانة بارزة في تاريخ الألعاب. وفي خطوةٍ طال انتظارها، خرجت شركة سوني أخيرًا عن صمتها لتوضح موقفها الرسمي من مستقبل الجهاز، في ظل الانتقال المستمر نحو الجيل الأحدث، بلايستيشن 5 (PS5)، وما يلوح في الأفق من شائعات عن PS6.
حقبة ذهبية في تاريخ الألعاب
منذ صدوره عام 2013، أصبح PS4 بمثابة بوابة الدخول لعالم ألعاب غيّرت مفهوم الترفيه الإلكتروني، من أبرزها:
Bloodborne، التي أعادت تعريف ألعاب الأر بي جي الصعبة بأسلوب فني سوداوي.
Uncharted 4: A Thief’s End، نهاية ملحمية لأحد أفضل سلاسل المغامرات.
Marvel’s Spider-Man، التي جعلت حلم التعلق بين الأبنية في نيويورك أقرب للواقع.
The Last of Us Part II، تجربة قصصية مؤثرة أثارت الكثير من الجدل والإعجاب في آنٍ معًا.
هذه الألعاب وغيرها ساعدت PS4 على بيع أكثر من 117 مليون وحدة حول العالم، مما جعله أحد أكثر الأجهزة مبيعًا في التاريخ.
الموقف الرسمي لسوني: PS4 ما زال حيًّا
في تصريحات حديثة من لين أزار، نائبة الرئيس الأول للشؤون المالية في شركة سوني إنترأكتيف إنترتينمنت (SIE)، أكدت أن "اللاعبين على PS4 لا يزالون نشطين وينفقون أيضًا." هذه الجملة البسيطة تحمل في طياتها الكثير من الدلالات، أهمها أن سوني لم تنهِ بعد دعمها للجهاز، لا من ناحية الخدمات ولا من ناحية الأرباح.
أوضحت أزار أن استمرار الدعم يعود إلى وجود جمهور لا يزال يفضل PS4، سواء لأسباب اقتصادية أو تفضيلات شخصية. كما أن دعم جهازين في الوقت نفسه (PS4 وPS5) يخلق "نظامًا بيئيًا مزدوجًا"، يمكن من خلاله تحقيق دخل مستقر وتوسيع قاعدة اللاعبين.
دعم متواصل... ولكن إلى متى؟
رغم هذا التفاؤل، لا يمكن إنكار أن PS4 يقترب من نهاية دورته. فالكثير من الألعاب الحصرية الجديدة – مثل Spider-Man 2 وFinal Fantasy VII Rebirth – أصبحت حكرًا على PS5. كذلك فإن الأداء التقني والمواصفات لم تعد تواكب متطلبات الألعاب الحديثة التي تسعى لتحقيق رسومات أكثر واقعية وتجارب أكثر تعقيدًا.
ومع ذلك، فإن الشركات المطورة لا تزال تُصدر ألعابًا متوافقة مع PS4، على الأقل حتى عام 2025، وربما بعده. ومن المتوقع أن تستمر سوني في دعم التحديثات الأساسية، والوصول إلى المتجر، وخدمات الاشتراك مثل PlayStation Plus، طالما أن هناك جمهورًا يستخدم الجهاز.
العلاقة مع PS6: انتقال تدريجي ذكي
من المثير للاهتمام أن هذه التصريحات تأتي في وقت تنتشر فيه التكهنات عن جهاز بلايستيشن 6. ويبدو أن سوني تتبع سياسة انتقال تدريجي، فلا هي تُسرع القضاء على PS4، ولا هي تدفع نحو PS6 بشكل علني. بل تسعى لإبقاء الباب مفتوحًا لجميع الفئات: من لا يزال متمسكًا بجهازه القديم، ومن يملك PS5، ومن ينتظر القادم الجديد.
الخلاصة
جهاز PS4 لم يمت بعد، ولا يزال يحتفظ بحياة نشطة داخل عالم بلايستيشن. ورغم أن المستقبل يتجه حتمًا نحو PS5 وPS6، إلا أن سوني تُدرك أن التخلي المفاجئ عن الملايين من لاعبي PS4 قد يُفقدها ثقة جمهورها. لذا فهي تعتمد استراتيجية ذكية: الاستمرار في الدعم، مع فتح الطريق تدريجيًا نحو المستقبل.
إنه وداع بطيء... لكن ليس حزينًا.
بل هو احتفال بإنجازات جهاز غيّر وجه ألعاب الفيديو إلى الأبد.
