في خطوة ثورية نحو مستقبل الألعاب، أعلنت شركتا Sony وAMD عن مشروع مشترك جديد يحمل الاسم الرمزي "Amethyst"، والذي يهدف إلى إدماج تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلّم الآلي في أجهزة الألعاب القادمة، بدءًا من PS5 Pro ووصولًا إلى الجيل الجديد من أجهزة PlayStation وربما حتى الحواسيب المحمولة المخصصة للألعاب.
خلال لقاء خاص ضمّ كبار مسؤولي الشركتين، وعلى رأسهم مارك سيرني، المهندس الرئيسي في Sony Interactive Entertainment، وجاك هوان من AMD، تم الكشف عن تفاصيل هذا المشروع الطموح الذي بدأ تطويره في عام 2023، عندما كان PS5 Pro في مراحله النهائية. المشروع يسعى إلى تسخير قوة الذكاء الاصطناعي لتحسين الرسومات والأداء، من خلال مكتبة متقدمة من النماذج المدربة القادرة على رفع دقة الصورة وزيادة معدل الإطارات وتحسين تقنيات تتبع الأشعة.
الاسم الرمزي Amethyst ليس عبثًا؛ فهو يعكس التمازج بين لون PlayStation الأزرق ولون AMD الأحمر، لينتج لون الأرجوان، في إشارة إلى الشراكة العميقة بين الجانبين. وتم تجسيد هذا الرمز عبر تمثال ضخم من حجر الجمشت وُضع داخل قاعة الاجتماع.
من بين أبرز مزايا المشروع أنه يمكنه تشغيل الألعاب بدقة أقل (مثل 1080p) ثم استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لرفع الدقة إلى 4K دون التضحية بالأداء، ما يتيح تجربة ألعاب أكثر سلاسة. ومع استخدام مكتبات مثل PlayStation Spectral Super Resolution (PSSR)، أصبح بالإمكان إدماج هذه التقنيات مباشرة داخل PS5 Pro دون الحاجة إلى أجهزة جديدة تمامًا، وهو إنجاز لم يكن متوقعًا في البداية.
لكن ما يثير الاهتمام أكثر هو أن هذه الخوارزميات قابلة للتوسيع والتكيّف مع الأجهزة المحمولة، ما يفتح الباب واسعًا أمام إمكانية إطلاق جهاز PlayStation محمول مستقل بمعمارية تدعم Amethyst، وليس فقط جهازًا يعتمد على البث مثل PlayStation Portal الحالي.
وبينما أكدت Sony أن هذه الترقيات ستبقى حصرية لـPS5 Pro، أوضحت أن الجيل الأساسي من PS5 يفتقر إلى القوة الحسابية المطلوبة، إذ لا يمتلك القدرة على الوصول إلى 300 TOPS من الأداء. ومع ذلك، فإن المشروع يبقى مفتوح المصدر لجميع عملاء AMD، ما يعني أن التأثير قد يتجاوز حدود PlayStation ليصل إلى الحواسيب الشخصية والمنصات الأخرى.
ومن المتوقع أن يبدأ المطورون بالحصول على الأدوات الخاصة بـAmethyst خلال هذا العام، على أن نرى أولى الألعاب التي تدعم هذه التقنيات بحلول عام 2026. ووفقًا لتصريحات مسؤولي AMD، فإن أكثر من 65 لعبة تدعم حاليًا تقنية FSR 4، وهو ما يُعد مؤشرًا على وتيرة التبني السريعة لهذه التكنولوجيا.
إن مشروع Amethyst لا يمثل فقط قفزة نوعية في جودة الرسومات، بل هو خطوة استراتيجية لإعداد منصة PlayStation للمستقبل، حيث تصبح الخوارزميات الذكية جزءًا لا يتجزأ من تجربة اللعب. في ظل تسارع تطور الذكاء الاصطناعي، قد لا يكون PS6 مجرد جهاز ألعاب أقوى، بل منصة ذكية تُعيد تعريف حدود الواقع الرقمي.