نينجا جايدن 4: ولادة جديدة لأسطورة الأكشن اليابانية

 


بعد أكثر من عقد من الزمن على غياب أحد أبرز عناوين الأكشن في تاريخ الألعاب، تعود سلسلة نينجا جايدن من جديد بجزء رابع طال انتظاره، لتعيد أمجاد الماضي وتقدّم تجربة عصرية لا تقل حماسة عن سابقاتها. في نسخة تجريبية أولية من اللعبة، حصلنا على فرصة لتجربة أربع فصول أولى من Ninja Gaiden 4، وكانت النتيجة: إثارة، دماء، أكشن لا يهدأ، وحنين عارم إلى زمن الذهبيات.

---

عودة إلى زمن ما قبل "دارك سولز"

في أوائل الألفينات، وقبل أن تُغيّر ألعاب مثل دارك سولز قواعد ألعاب الأكشن، كان هناك نمط آخر يسود المشهد: ألعاب تعتمد على الاستعراض، الإيقاع السريع، والتحدي المحض. أسماء مثل Devil May Cry وGod of War سيطرت على المشهد، لكن من وجهة نظر الكثيرين، كانت Ninja Gaiden هي الملك المتوّج لهذا الأسلوب.

هذا الإرث الثقيل لم يكن سهلًا على الجزء الرابع، خاصة بعد التراجع الملحوظ الذي شهدته السلسلة في جزئها الثالث. لكن يبدو أن الوقت قد آن لتُغمد الشكوك، وتُستعاد السيوف اللامعة من جديد.

---

شراكة مثيرة: Team Ninja وPlatinum Games

رغم أن تطوير Ninja Gaiden 4 تم بالتعاون بين Team Ninja وPlatinum Games، إلا أن بصمة الفريق الأول لا تزال هي السائدة. من اللحظة الأولى، يشعر اللاعب بأنه عاد إلى جذور السلسلة، سواء مع "ريو هايابوسا" المعروف، أو مع الشخصية الجديدة "ياكومو".

يتمتع كلا البطلين بأسلوب قتال مميز، لكن الأساسيات تبقى موحدة: الرميات الشهيرة، الهجمات الخاصة، والضربات الجوية. ومع ذلك، فإن لمسات Platinum تظهر في تصميم مراحل متوحشة بصريًا، حيث يتحول القتال أحيانًا إلى استعراض مجنون لا يُنسى — كتلك المرحلة التي تشبه ألعاب Sonic، حيث تقفز من سكة إلى أخرى وسط إطلاق نار كثيف، لتختمها باغتيال سينمائي مثير.

---

تطور القتال: سلاسة وعنف محسوب

يعود نظام القتال في اللعبة ليبني على ما تم تقديمه في Ninja Gaiden 2، مع تحسينات واضحة. فهناك الهجمات الخفيفة والثقيلة، الشوريكن، وضربة Flying Swallow الشهيرة التي تتيح للاعب الانقضاض على العدو في الهواء بضربة قاضية.

الجديد هو إدخال نمط القوة (Power Form) لكل شخصية:

ريو يمتلك نمط "Gleam Form" الذي يمنحه ضربات سريعة متتالية تشبه تقنيات الهجمات المطلقة.

ياكومو يدخل في "Bloodraven Form"، حيث يستخدم سيفًا دمويًا عملاقًا يغطي نطاقًا واسعًا.

هذه الأشكال تُفعّل عبر زر الكتف الأيسر وتستهلك طاقة تُجمع من الضربات أو تنفيذ تقنيات الإبادة على الأعداء.

---

التفاصيل التي تصنع الفارق

بعيدًا عن الأساسيات، أبدعت اللعبة في تقديم لمسات صغيرة أحدثت فرقًا كبيرًا، مثل:

قدرة الرمية الدوارة على تتبع العدو وإسقاطه من السماء.

الاستفادة من الجدران في تنفيذ قفزات هجومية قاتلة.

تفعيل الهجمات الخاصة فورًا بعد إسقاط العدو.

استخدام الحبل للتنقل بين الطائرات، ومن ثم إسقاط الأعداء أرضًا بحركات سينمائية مذهلة.

كل هذا جعل القتال أكثر عمقًا وتنوعًا دون المساس بروح السلسلة.

---

الزعماء: أصعب وأذكى

في النسخة التجريبية، خضت معركتين رئيسيتين ضد زعماء، وكانت التجربتان أكثر من رائعة. الأول كان محاربًا مدرعًا يتفاعل مع حركاتي، يصد الهجمات، يهاجم بقوة، ويُجبرني على التكيف. أما الزعيمة الثانية، فكانت خصمًا غير تقليدي، استخدمت مظلة ضخمة للهجوم، وتطلبت دقة في التوقيت والمناورة داخل عالم مشوّه مليء بالهلوسة البصرية.

---

محتوى جانبي وتحديات

ورغم خطّية المراحل نسبيًا، إلا أن هناك العديد من الأنشطة الجانبية:

مهام صغيرة من محطات داخل اللعبة.

مخلوقات تُدعى Gourdy تُصاد عبر لعبة ضغط أزرار.

غرف تحدي تتيح لك اختيار صعوبة المواجهة مقابل مكافآت أكبر — ميزة رائعة تُعيد لنا ذكريات التحديات من Ninja Gaiden 2.

كذلك تحتوي اللعبة على متجر لشراء الأدوات والقدرات، ولكن في النسخة التجريبية، كانت معظم المهارات متاحة من البداية.

---

تدريب وتعليم شامل

واحدة من أبرز الإضافات هي نظام التدريب والتعلم. اللعبة تقدم:

وضع تدريبي كامل ضد أعداء قابلين للتخصيص.

قائمة حركات مفصلة.

فيديوهات تعليمية لكل تقنية تتعلمها.

ميزة ستُقدّرها إن كنت من الوافدين الجدد إلى السلسلة.

---

الانتظار اقترب من نهايته

من النادر أن تنتظر لعبة لعشر سنوات أو أكثر، ثم تجدها ترقى إلى توقعاتك أو حتى تتجاوزها. لكن Ninja Gaiden 4 تبدو — حتى الآن — كما لو كانت مصممة خصيصًا لتُكافئ ذلك الصبر الطويل.

نحن على موعد مع الإصدار الكامل في 21 أكتوبر 2025، ويبدو أن عالم الأكشن على وشك أن يستعيد أحد أبرز أعمدته.

إرسال تعليق

أحدث أقدم